خالد الفالح
خالد الفالح
-A +A
عبدالرحمن باوزير (أستانا) A_Bawazier@
فيما استغل رئيس النظام حسن روحاني كلمته -خلال القمة الأولى لمنظمة التعاون الإسلامي حول العلوم والتكنولوجيا بكازاخستان- في إسقاطات سياسية ضد المملكة، بعد وصفه عملية إعادة الشرعية بـ«أعمال عسكرية ضد الشعب اليمني»، اعتبر وزير الطاقة السعودي المهندس خالد الفالح إيران أنها «أشغلت نفسها والعالم الإسلامي بحملة لزعزعة الدول وبث الفرقة الطائفية»، واصفاً إياها بالدولة «المارقة على القوانين». وأكد في حوار مع «عكاظ»، على هامش أعمال القمة الإسلامية في العاصمة الكازاخستانية (أستانا) أن الخطاب الإيراني ليس بجديد، وأن المملكة ستظل تتبوأ موقعا أعلى وأسمى من أن تنزل إلى «الوحل» في الأساليب التي يختارها المسؤولون الإيرانيون بعض المرات. وأشار الوزير الفالح، الذي ألقى كلمة خادم الحرمين الشريفين، إلى أن كلمة الملك سلمان كانت مركزة على محتوى القمة وهدفها السامي، فإلى نص الحوار:

• يبدو أن مبادرة البنك الإسلامي في تخصيص صندوق لدعم الابتكار والتكنولوجيا والعلوم فكرة ضخمة، كيف يمكن تحقيق هذه الفكرة؟


•• نجاح الدول والاقتصادات في تفعيل الابتكار يعتمد على عوامل عدة، التمويل جزء من منظومة متكاملة تبدأ بوجود مؤسسات بحثية ومراكز أبحاث وجامعات بحثية ووجود كوادر بشرية كطلبة الدراسات العليا الذين عادة ما يمثلون ماكينة البحث العلمي في معظم الدول، ولا بد أن تساعد المؤسسات في تحويل الابتكارات والاختراعات من أفكار على ورق إلى منتجات، سواء كانت جهازا أو مكينة أو فكرة مثل التطبيقات الذكية كـ«أوبر» وتطبيقات الفنادق.

إذن ما هي المنظومة الاقتصادية في البلد التي تحول تلك الأفكار إلى واقع. مبادرة البنك الإسلامي هي جزء من المنظومة ولكن وحدها لا تكفي، لا بد أن يكون عند الدول نفسها القدرة على توليد الأفكار والكوادر المميزة، وأن يكون الاقتصاد مرنا ويتقبل تحويل هذه الأفكار إلى منتجات سواء كانت خدمات أو منتجات فعلية. إن شاء الله الصندوق يقوم بدوره، ولكن أيضاً الصندوق لا يستطيع أن يمول العالم الإسلامي كله تتحدث عن مليار ونصف مسلم في هذه الدول، البنك الإسلامي لا يملك المفتاح السحري، ينبغى أيضاً تحفيز رجال الأعمال على الاستثمار.

رجل الأعمال في المنطقة وفي المملكة محافظ زيادة على اللزوم، لا يريد أن يستثمر إلا في مجال معروف ومضمون كالعقار أو مصنع، لا توجد جرأة ومبادرة في دخول في مجالات جديدة، يعني الأفكار الجديدة تدخل في عدة تخصصات لم تطبق، تحتاج إلى جرأة من رجال الأعمال في تبنيها وفي الصرف عليها.

نتمنى من البنك الإسلامي والصندوق الذي أعلن عليه منذ عام (صندوق الصناديق) وغيرها من مبادرات ومؤسسات التمويل أن تكون مبادرة، لن نعتمد عليها بأن توفر كل التمويل، لا بد أن يدخل المستثمرون ورجال الأعمال وشركات الوساطة المالية في مجال تمويل الابتكار والاختراعات من دون شروط صعبة، يوجد كثير للأسف لا يقرض إلا بالرهن. على سبيل المثال لديك شاب عنده فكرة ويريد أن يحول الفكرة إلى واقع وتطلب منه أن يرهن عقار والده، هذا أسلوب تقليدي.

وعادة في كل 10 مشاريع ابتكارية يربح مشروع واحد ولكن ربحه يغطي الخسائر في باقي المشاريع الـ9 الأخرى التي بعضها فشل والبعض الآخر بين البين، عادة الأرباح في هذه المشاريع تكون مضاعفة كون أنك تدخل في مجال ليس به ازدحام، مجال جديد لا يوجد فيه منافسون، الثقافة للأسف غير موجودة ولكن بالإمكان اللحاق بالركب، ومن الممكن أن تكون المملكة ودول المنطقة دولا حاضنة للابتكار وناجحة فيه.

• عند مراقبة القمة الإسلامية طغت الخلافات السياسية في كلمات عدد من الزعماء، كيف يمكن التعويل على نجاح مثل هذه المشاريع الكبيرة في ظل خلافات سياسية كبيرة بين دول منظمة التعاون الإسلامي؟

•• الخلافات بين الدول الإسلامية مؤسفة جداً، وسبب تراجع الدول الإسلامية عن ركب الحضارة والتقدم هو انشغالها في الخلافات، وبالذات أن هناك بعض الدول الإسلامية كإيران مشغلة نفسها والعالم الإسلامي بحملة لزعزعة دول العالم الإسلامي وبث الفرقة الطائفية بين الدول، ورأينا ذلك في خطاب الرئيس الإيراني، للأسف، وثمة قادة آخرون يفضلون استخدام شعارات سياسية لكسب شعبية.

• روحاني استغل المناسبة في مهاجمة السعودية عبر وصف ما يحدث في اليمن بأنه حرب ضد الإنسان اليمني في بداية خطابه.. ما تعليقكم؟

•• هذا ليس بجديد عليهم، هذه دولة مارقة عن القانون، ومشاكل اليمن هم من بدأوا فيها وهم تسببوا بها وهم من جنوا على اليمنيين، ودعموا الانقلابيين ولا يزالون يدعمونهم، ما حدث في اليمن هم السبب، حسب قرارات الأمم المتحدة لإعادة الشرعية في اليمن.

الخطاب الإيراني ليس بجديد علينا، والمملكة ستظل تتبوأ موقعا أعلى وأسمى من أن تنزل إلى الوحل معهم في الأساليب التي يختارونها بعض المرات، ولاحظت أن خطاب خادم الحرمين (اليوم) كان مركزا على المحتوى وهدف المؤتمر السامي، والقصد منه رفع مستوى العلم والتقنية في العالم الإسلامي وتمويل الأبحاث، مؤسف أن تدخل الجلسة الافتتاحية في تراشقات.